السبت، 17 ديسمبر 2011

مواجهات دامية بالمولوتـوف و قنـابل الغـاز‏ و مظهر شاهين يطالب بمحاسبة المسئول



تفرق أمس معتصمو مجلس الوزراء‏,‏ بعد أن اندلعت فجر أمس اشتباكات بين قوات الأمن والمعتصمين أمام مبني مجلس الوزراء‏,‏ علي نحو مفاجئ وكانت شرارتها مباراة لكرة القدم للألتراس الأهلاوي في منتصف ليلة مساء أمس الأول أمام مبني وزارة الصحة‏.‏








ووفق شهود عيان, فإن الكرة دخلت في حيز المنطقة العازلة للجيش والشرطة, وعندما أراد الشاب عبودي ابراهيم عبودي التابع للألتراس الأهلاوي أن يسترد الكرة, الأمر الذي قوبل بالرفض من قوات الجيش والشرطة, حيث تم احتجازه والاعتداء عليه. وحسب الشهود فإنهم تجمعوا أمام مدخل4 للمطالبة بفك أسر الشاب المحتجز, وبعد العديد من المفاوضات بين المعتصمين قاموا باستلام الشاب المحتجز من مبني وزارة الداخلية, ووجدوه مصابا اصابات بالغة, وعليه علامات تعذيب وضرب قد يفضي الي موته, من بينها كسر في الجمجمة, الأمر الذي أثار استنفار المعتصمين, حيث رددوا هتافات منددة بالجيش والشرطة علي تلك الأحداث. واستطرد الشهود, أن جنودا خرجوا من أعلي المباني المجاورة ورشقوا المعتصمين بقطع من البلاط الكامل وآيات قرآنية, ثم قاموا بضرب خرطوش وقنابل مسيلة للدموع وخراطيم المياه بأكسيد الكربون, وتطورت الأحداث بصورة مذهلة, وتم حرق خيم المعتصمين واخراجهم بالقوة وإغلاق الشارع. وسرعان ما قام المعتصمون ببناء مستشفيات ميدانية من أجل إسعاف المصابين. وعلي مداخل شارع الشيخ ريحان قامت قوات الشرطة بتأمين الشارع وقاموا ببناء حواجز لمنع اختراق المعتصمين.
واستمرت الأحداث حتي عقب صلاة الجمعة, حيث خرج المصلون في مظاهرة للتنديد بسياسة المجلس العسكري والمطالبة بإسقاط المشير, وانتهي بها المطاف علي مداخل شارع مجلس الوزراء الذي وقف أمامه جنود الأمن.
الأمر الذي نشب العديد من الاحتكاكات التي أسفرت عنها تجدد الاشتباكات وأصيب العديد من المتظاهرين.
وبدأت عمليات الكر والفر بين المتظاهرين والأمن, وزاد حجم الشائعات, حيث جري المتظاهرون متجهين نحو قصر العيني بناء علي شائعة تم إطلاقها ان المصابين يتم الاعتداء عليهم فيه, وجري أحد المتظاهرين لإيقافهم وإرجاعهم أمام مجلس الوزراء مرة أخري.
واستنكر مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم في خطبة الجمعة الاعتداء علي المعتصمين, ووصفهم بأنهم حراس الثورة.
وطالب بضرورة محاسبة المسئولين عن مثل هذه الأحداث, مستنكرا فكرة وجود طرف ثالث. وأوضح أن الثورة تدخل عامها الأول, ولم يتحقق شيء, مؤكدا أن تحقيق الاستقرار كان يأتي عن طريق تحقيق مطالب الثورة التي نادت بها من عدالة اجتماعية ومحاربة الفساد واسقاط رموز الفساد, إلا أن التلكؤ وعدم تحقيق هذه المطالب جعلت الثوار مازالوا في التحرير.
وتساءل لا أعرف ماذا يريد المسئولون من البلد في هذه اللحظة هل يريدون أن يرجع المعتصمون بيوتهم دون تحقيق المطالب, ولماذا في هذا التوقيت يتم الاعتداء علي المعتصمين بشكل سلمي.
وخرج شاهين بعد صلاة الجمعة مترجلا مع المعتصمين حتي شارع مجلس الوزراء, وبعد مغادرته تجدد ضرب المتظاهرين.
وما أشبه الليلة بالبارحة, فقد تحول شارع مجلس الشعب الي كومة من الحجارة مثل شارع محمد محمود, وتساقط البعض من أثر الغاز المسيل للدموع واصيب البعض من الحجارة, وسارينة الاسعاف لم تتوقف, حيث بدأت سيارات الاسعاف في نقل المصابين, بالاضافة الي اقامة المستشفي الميداني إلا أن الظروف أصبحت صعبة, وكان أغلب المصابين يتم نقلهم عبر سيارات الاسعاف والموتسيكلات.
وقام المتظاهرون بحرق كاوتش وسط شارع قصر العيني.
واستمروا اليوم حتي مثول الجريدة للطبع في اشتباكات متجددة حيث ظهر أشخاص من فوق مبني هيئة الطرق والكباري في إلقاء الحجارة علي المتظاهرين مما تسبب في اثارة المتظاهرين واستمرارهم داخل شارع قصر العيني.
وقد أخذت الأعداد في التزايد داخل الميدان نتيجة ان الشباب يطلبون العون.
واشتدت حدة المواجهات في الثالثة والنصف عصرا, حيث قام عدد كبير من المتظاهرين بإلقاء قنابل المولوتوف علي الشرطة العسكرية المتواجدة خلف أسوار مبني هيئة الطرق والكباري علي شارع قصر العيني.
كما حاول أحد المتظاهرين تسلق أدوار المبني للوصول الي الأشخاص التي تلقي الحجارة من أعلي المبني, والمشتبه في أنهم من أفراد الشرطة, الذين قاموا باستفزاز المتظاهرين عبر حركات استعراضية.
ومن جانبه, صرح اللواء عبدالعزيز توفيق مدير الإدارة العامة للدفاع المدني بأن الاشتباكات قد أسفرت عن نشوب حريق محدود بحديقة مجلس الشوري واشتعال3 سيارات بينها سيارة إطفاء, وقام المعتصمون بمحاولة إطفاء تلك الحرائق قبل أن تتطور ويتسع مداها, بينما فشلت محاولات وصول سيارة إطفاء الي مبني هيئة الطرق والكباري الذي اشتعلت احدي غرف المحولات به, وكذلك احتراق5 مكاتب بمبني حي بولاق, بينما أكد طبيب بالمستشفي الميداني أنه قد اصيب نحو30 متظاهرا نتيجة التراشق بالحجارة والاجسام الصلبة, بالاضافة الي إصابة مجند يدعي مصطفي عبدالمجيد.
وأوضح مصد أمني مسئول إن ضابطا من القوات المسلحة برتبة ملازم أول, أصيب بخرطوش, ويعالج الآن في مستشفي المعادي للقوات المسلحة, وأشار المصدر الأمني إلي ان الأحداث بدأت عندما قام المعتصمون, بالاحتكاك بالقوات الموجودة, واستفزازها, وتوجيه الشتائم وإلقاء الكرة داخل مبني مجلس الشعب, ومن ثم بدأت القوات في التعامل معهم, في الوقت الذي بدأ إلقاء عبوات المولوتوف من قبل المعتصمين, وإلقاء الحجارة.
وشدد المصدر علي أن الأحداث مخطط لها, حيث إن القوات المسلحة والشرطة مشغولة بإجراءات تأمين الانتخابات وعمليات الفرز, كما أن المتظاهرين رفضوا الاستجابة لنصائح بعض النشطاء, بالعودة لميدان التحرير, وتساءل المصدر لماذا تم اختيار فجر الجمعة, وفي ظل انشغال قوات الأمن بتأمين الانتخابات, مشددا علي ان هناك بعض الأشخاص والجهات لايروق لها أن تهدأ الأمور, وان يستمر عملية التحول الديمقراطي في مسارها الطبيعي





المصدر : الاهرام



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق