الخميس، 5 أبريل 2012

إعادة البناء النفسي والتربوي للشخصية المسلمة ضرورة عصرية



كتب‏-‏ أحمد عامر عبدالله ونادر أبو الفتوح‏:‏
بمشاركة أكثر من‏40‏ باحث في الدراسات الإسلامية ناقش مؤتمر بناء الشخصية المسلمة في القرن الواحد والعشرين والذي بدأت أعماله أمس بكلية دار العلوم جامعة القاهرة‏.
كيفيه إعادة البناء النفسي والتربوي للشخصية المسلمة في القرن الواحد والعشرين في ظل التحديات التي تفرضها المتغيرات العالمية في مجال الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات, وأكد المشاركون علي ضروة تطوير وعي الشخصية المسلمة والإستفادة من المعارف الجديدة في كل المجالات.
وأكد الدكتور محمد صالح توفيق عميد كلية دار العلوم أن المؤتمر يأتي في اطار السعي الجاد لتنمية الوعي الديني وترسيخ القيم الإسلامية لدي المواطنين, وأشار إلي أن هذا المؤتمر الأول من نوعه الذي تقيمه كلية دار العلوم يهدف للإستفادة من خبرات وأبحاث المتخصصين في الدراسات الإسلامية من مصر والعامل العربي وكل ذلك بهدف الإرتقاء بالشخصية المسلمة, وأن مجلس الكلية بذل جهدا كبيرا في الإعداد لهذا المؤتمر الذي سيعقد سنويا.
وفي كلمته أشار الدكتور أحمد المهدي عبد الحليم الأستاذ بجامعة الأزهر إلي أن إعادة البناء النفسي والتربوي للشخصية المسلمة يأتي من خلال ترسيخ ثوابت الفكر الإسلامي وملاءمة فروعه ومتغيراته وفقا لسياقات الحياة المتطورة بسرعة غير مسبوقة في جوانبها المختلفة وفي سائر مجالات العلوم, وألقي الضوء علي الأسباب التي أدت لغياب الدور الحضاري للشخصية المسلمة سواء في أوطانها أو في الإسهام في مسيرة الحضارة الإنسانية وذلك علي الرغم من جسامة وخطورة التحديات التي تواجهها في الفكر والسياسة والإقتصاد.
وأكد علي ضرورة تركيز الإهتمام بالشخصية المسلمة في الوطن العربي لأنه ليست في طاقة فرد واحد مهما طالت قامته العلمية أن يتحدث عن الشخصية المسلمة بإطلاق يغطي الشخصية المسلمة في البلاد غيرا لعربية, مشيرا إلي أن رسالة الإنسان عمران الكون تحقيقا لمقاصد الشريعة, وأن الشخصية المسلمة بدأت مع بداية الدعوة وتكوين مجتمع مسلم يخالف بصورة جلية المجتمع الجاهلي والحضارة الإسلامية نشأت من خلال قضاء الدعوة الإسلامية علي المعتقدات التي كانت في العصر الجاهلي, وأكد أن الحضارة الإسلامية وطدت ثقلها بدين إسلامي عالمي حفظه الله ولهذا يتعجب الغرب من عدم إنهيار الحضارة الإسلامية.
وأشار إلي أن العالم العربي المسلم يواجه تحديات كثيرة أهمها الزيادة السكانية وهي ليست مشكلة كبيرة إذا رسخنا المفاهيم التي خلق من أجلها الإنسان وهي عمارة الأرض ولابد أن نستفيد من تراثنا في مواجهة كل تلك التحديات, ولابد من تغيير المفاهيم السلبية التي يأخذها البعض علي الشخصية المسلمة يأخذ عليها البعض أنها تهتم بالمستقبل وتنسي الماضي والحاضر وأنها تيأس بسرعة وتفتقد الصبر والمصابرة وأن طريقة تفكيرها سطحي وتفتقد التحليل وتسارع للتعميم دون دراسة التفكير, وتفتقد التفكير في فقه الأولويات تمتنع عن المكروه وترتكب المحرم, تنشغل بالجزئيات دون إحاطة بالكليات.
وأكد الدكتور محمد السيد الجليند الأستاذ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة أن النتائج التي تعانيها الأمة من تخلف وتراجع سببها البعد عن فقه الكفايات, فقد ركز الرسول علية الصلاة والسلام في مكه علي بناء الفرد من ناحية العقيدة السليمة, والفرائض الاسلامية التي نزلت علي الانسان لم تنزل الا بعد اعداد المسلم اعداد كاملا لتحملها والعمل بها, ان لم يكن الفرد المسلم قد اعد لتحمل هذه الفروض لما نجح في تحمل الامانات السماوية, وقد دعا القرآن الكريم الي الاهتمام بفوض العين ووضح العقاب في اهمالها, ولكن لم يوضح شيئا عن عقاب تارك فروض الكفاية, والعناية بعرض الكفاية هي مصدر نهضة أي امه, لانها متنوعة ومختلفة من امة الي اخري, وهي متوقفة علي عقلية الانسان المسلم واجتهاده فيها, وهمال فروض الكفايات هي سبب رئيسي فيما نمر فيه الان من تخلف وتراجع لاننا نأكل الآن مما يزرع غيرنا, ونلبس مما ينتج الاخرين, وترتبط فروض الكفايات بما يسمي بالسنن الكونية وتخلف الامم مرتبط ايضا بهذه السنن, والعريب ان غيرها اكتشف سنن الكون وجني ثمرتها ونحن لا نزال واقفون في مكاننا بسنن اهمالنا بالاخذ بفروض الكفايات, وقضية اكتشاف فروض الكفايات تحتاج منا جميعا الي اعادة نظر وتوعية الشباب الي اهميتها, ويطالب العلماء بدورهم في كشف اهمية الاهتمام بفروض الكفايات لانها السبيل الوحيد لنهضة الامة.
ومن جانبه أكد الدكتور عبد المنعم شحاته أستاذ ورئيس قسم علم النفس والعميد السابق لجامعة المنوفية أن ما تشهده الحقبة الراهنة من صراع متباين المستويات بدءا من معاناة فرد ما من صراع داخلي بين طموحات يتطلع لتحقيقها وإمكانات لا تسمح له بذلك, وأن دارة الصراع يعد من العوامل الإيجابية التي يجب الإهتمام بها داخل الفرد أو فيما بينه وبين الأخرين وهذا ما يقدمه علم النفس للأطراف المتصارعة أفرادا وجماعات حتي يتجاوزا صراعهم فعلم النفس هو علم تتعاظم أهميته التطبيقية في مساعدة الأفراد علي تجاوز مشكلاتهم.
المصدر : الأهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق