والتي كان يرددها عند كل خلاف يقع بينه وبين زوجته.
وكانت الزوجة دائما هي الكسبانة في كل الجولات, يرفع الريس حنفي الراية البيضاء أمامها قائلا: خلاص تنزل المره دي لكن المرة الجاية لاممكن أبدا.
هذا المشهد السينمائي يلخص ـ في كثير من الأحيان ـ الصراع المستمر داخل عش الزوجية ويطرح في الوقت نفسه سؤالا مهما: من صاحب الكلمة في البيت.. الرجل أم المرأة؟!.. ولنستمع إلي الآراء المختلفة.
السيدة سهام تقول: قبل زواجي اشترط زوجي علي ان يكون له كل القرارات وان أطيعه في كل شئ, لأن المركب اللي فيها ريسين تغرق ولأنني لا أريد المشاكل, تزوجت ووافقت لكن بعدا لانجاب بدأت اصطدم معه في كل قراراته لأنه يريد أن تنفذ أوامره دون أن يكون مشاركا لنا في أي شئ, ولهذا بدأت أتركه يقول مايريد وافعل العكس, وعندما اكتشف الأمر حدثت مشكلة كبيرة.
وقررنا بعدها أن يكون لنا أسلوب جديد يستمع هو لرأيي ثم يتخذ مايراه من قرارات وأصبحت أنا مصدر كل القرارات لكن أمام أولادي أبوهم سي السيد والآمر الناهي.
وتؤكد السيدة مها ـ هـ أن الأولاد لايخشون الا والدهم, لذلك احرص علي اشراك زوجي في كل ما يخص الاولاد واخبره بالأفضل لهم, ثم اتركه ليخبرهم برأيه في أي موضوع يطرحونه ليعرفوا ان والدهم هو المسئول عنهم وليس مجرد ضيف.
ويعترف المهندس حلمي بأنه ناطق بقرارات كلها من صنع زوجته.. ويقول: اخرج من البيت في التاسعة صباحا ولا أعود إلا عند منتصف الليل تقريبا, وخلال تناولي العشاء مع زوجتي استمع لكل شئ يخص الاولاد, ورأيها الشخصي في كل سلوك.. وقبل نومي أصدر قرارات جميعها هي مصدرها ولكنها تقوم بابلاغها للاولاد ـ علي لساني ـ ومن يرد مراجعتي ينتظر يوم الاجازة.
فإصرار أي رجل علي أن يكون مصدرا للقرارات وحده شئ غير منطقي والأفضل ان يكون لنا رأي نتخذه معا.
وعن كيفية اقامة اسرة سعيدة بعيدة تماما عن تصلب الرأي وتختفي منها عبارة أنا صاحب الكلمة الأولي والاخيرة, يقول د. محمود عبدالرحمن حمودة استاذ ورئيس قسم الطب النفسي والاعصاب بكلية الطب جامعة الازهر: انه لابد من اعادة صياغة العلاقات الزوجية من خلال لغة الحوار والحب والعشرة والابتعاد نهائيا عن العناد.. واذا تمسك أي من الطرفين بفرض كلمته ستكون نهاية الأسرة مفزعة, ولذلك لابد لكل طرف أن يجلس مع الآخر ويتبادلا الأدوار والمواقع ويتفهم كل طرف كيف يفكر الآخر وماهي وجهة نظره.. لأن التفاهم القائم علي التفكير السليم والصحيح سوف يلغي تماما كلمة أنا صاحب الكلمة الأولي.
وللدكتورة زينب شاهين أستاذة علم الاجتماع والتنمية البشرية رأي في هذا الموضوع تقول فيه: إن العلاقة الزوجية هي علاقة اجتماعية انسانية لها طبيعة خاصة جدا, وهذه الطبيعة تحكم سلوكيات الأفراد داخل العلاقة, والهدف الأساسي استقامة العلاقة واستمرارها بنجاح, ومن هنا كانت خصوصية العلاقة الزوجية. فالشكل الذي يناسب اسرة قد لايناسب أسرة أخري. ويجب تأكيد أن المرأة لم تكن يوما كائنا سلبيا كما أراد لها البعض في بعض الفترات التاريخية, حتي عندما منعت من الخروج من البيت كان لها رأيها حيث كان يجلس معها زوجها ليتحدث معها عند زواج الأبناء.. ومن خلال موقعها كمستشار لزوجها كانت دائما تقوم بدورها في توجيهه الي القرارالسليم. وقد أتقنت النساء في الصعيد القيام بهذا الدور لأنه بحكم العادات والتقاليد هناك ليس من حق المرأة ان تعبر عن رأيها أمام أحد, ومن هنا كانت تقدم رأيها لزوجها الذي يعلنه أمام الناس علي لسانه, وفي كل بيت سنجد أن للمرأة رأيا مؤثرا, لكن الناطق الرسمي بهذا الرأي هو الزوج.. أو الاب.. أو الابن, وختمت حديثها قائلة إنه علي المرأة كما تقوم باعطاء النصيحة بالقرار المناسب لزوجها كي يعلنه, فعليها ان تطلب منه القيام باعلان القرار المشترك أمام الأبناء حتي لايظنوا أن أمهم كائن سلبي, بل شخص مشارك لوالدهم في اتخاذ جميع القرارات.
المصدر : الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق