النجم أنطونيو بانديراس
المليارديرات العرب رفضوا تمويل الفيلم منذ 30 عاماً
رغم أن العديد من الأفلام السينمائية الأجنبية تظلم العرب والدين الإسلامى، وتصور العرب المسلمين على أنهم إرهابيون وجهلاء ومتعصبون، فإن النجم العالمى الإسبانى أنطونيو بانديراس، والمخرج الكبير جان جاكوز، قدما وجهين مختلفين لذلك فى الفيلم السينمائى الجديد «الذهب الأسود» أو the dark gold والذى يقوم ببطولته النجم الفرنسى التونسى طاهر رحيم، والإنجليزى مارك سترونج، والهندية فريدا بينتو، وريز أحمد، وليا كيبيدا، وسيناريو مينو ميجس، وجان جاكوز، وتم تصوير الفيلم ما بين الدوحة وتونس، حيث شاركت قطر فى الإنتاج من خلال معهد الدوحة للسينما.الفيلم يقدم نموذجا للعربى المسلم المستنير، وهو «عودة» ويجسد دوره طاهر رحيم الذى يهتم بالقراءة، ونراه فى طفولته شغوفا بالكتب، كما يتطلع إلى المستقبل دائما، ويفضل السلام بعيدا عن ويلات الحرب، حيث تدور أحداث الفيلم تحت سماء الصحراء التى لا نهاية لها ولا ترحم، ونجد اثنين من القادة المتحاربين، هما ملك قبيلة «حبيقة»، و قبيلة «سالماه»، يقفان وجها لوجه، ويخلفان وراءهما الكثير من جثث المحاربين فى ساحة المعركة.ويضع القائد المنتصر «نسيب» أو أنطونيو بانديراس شروطا لمعاهدة السلام مع منافسه عمار سلطان، ويتفق الرجلان على عدم دخول أى منهما أو رجالهما إلى المنطقة المحرمة التى أطلقوا عليها لقب «المنطقة الصفراء».كما نرى فى العمل نموذجا للعربى المتمسك بالتقاليد، والذى يرفض الخروج عن الموروث، ولا يرى أى قيمة للصناعات الحديثة، حيث يرفض التعاون مع الأجانب بحجة أنهم «كفار»، وهو ما نجده فى شخصية السلطان «عمار» الذى يجسد دوره مارك سترونج.ونجح النجم أنطونيو بانديراس فى تجسيد دور سلطان «حبيقة»، الأمير «نسيب»، ليبدو قريب الشبه من ملوك دول الخليج العربى، والذى يتذمر من قلة موارد دولته ويقول فى أحد مشاهد الفيلم: «ما أتعس من سلطان دولة فقيرة»، لكن يسيل لعابه على المال بعدما يكتشف أحد الأجانب وجود بترول فى «المنطقة الصفراء»، ويوافق على عقد صفقة معهم، ونرى فى مشاهد متتابعة كيف يتحول من سلطان فقير إلى سلطان شديد الثراء، ويشير إلى أنه إذا كان البترول حوّل الدول العربية إلى مجتمع متحضر ومتمدن، فهو نقلهم أيضا إلى مركز استغلال للدول الكبرى، وصارت الحروب والاستعمار هى المتلازمة لظهور البترول للسيطرة على أهم مصادر الطاقة. ونجح مخرج العمل جان جاكوز فى أن يضع تفاصيل غاية فى الدقة، للتعبير عن الشخصية العربية المسلمة، وهى تفاصيل قلما نجدها فى أفلام عربية، حيث قام المخرج بأبحاث فى القرآن وعن الإسلام، لكن عابه بعض التفاصيل فى الأزياء، خصوصا التى ترتديها الأميرة «ليلى»، حيث ظهرت ملابسها فى بعض المشاهد قريبة إلى الملابس الهندية، وليست العربية البدوية.
المصدر : اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق