كد هانى رمزى أن مسلسله الجديد «ابن النظام» الذى يجرى تصويره حاليا وسيعرض فى شهر رمضان بمثابة رسالة للرئيس الجديد، لأنه يكشف عما كان يحدث فى كواليس النظام السابق.
وقال «هانى»، لـ «المصرى اليوم»، إنه يتمنى أن يأتى رئيس جمهورية لا يجلس فى مكتبه، موضحا أنه وافق على تقديم شخصية جمال مبارك فى فيلم سينمائى.
■ كيف ترى تجربتك فى مسلسل «ابن النظام»؟
- أنا سعيد بهذه التجربة لأننى لأول مرة أقدم السياسة على شاشة التليفزيون، خاصة أننى قدمتها فى السينما لكن لأول مرة سيشاهد الناس مسلسلاً فيه ضحك وسياسة، حيث عشنا ٣٠ سنة عرفنا فيها النظام السابق من خلال مانشيتات الصحف والبرامج التليفزيونية والمقابلات وتصريحات الوزراء لكن لم نر الكواليس وكيفية إتمام الصفقات وما يحدث خلف المكاتب، وهناك من يسأل: لماذا تهاجم النظام بعد سقوطه لأن هذه ليست بطولة؟، لكنى فى ذروة قوة النظام قدمت أفلاما تنتقد النظام نفسه، وأنا فى المسلسل لا أقصد الهجوم على النظام .
■ ولماذا ترى أن النظام لم يسقط؟
- لأن الأسلوب واحد، وأتمنى ألا يجلس الرئيس القادم فى مكتبه، «كفاية مكاتب وتكييفات وقصور ومراسم»، وصناعة هذا الشكل التاريخى، لكن للأسف الكثير من المرشحين للرئاسة ينظرون لهذا الشكل، وأن يقال فى تاريخهم إن فلاناً كان مرشحا للرئاسة أو إنه كان رئيسا للجمهورية، أنا لا أريد هؤلاء الأشخاص، وأريد رئيس لا يجلس فى مكتبه أكثر من ساعتين، ولذلك أنا خلافى مع السن.
■ وما سبب خلافك مع سن الرئيس؟
- لأن من سيأتى سيقول «هو أنا قدك؟ أنا فوق السبعين» بينما أريد رئيسا ينزل الشارع ويعرف لماذا يموت الناس من الجوع ومن المرض؟، ويكشف عن أسباب الجهل الذى وصلنا له، فعلى مدى ٣٠ سنة لو كان رئيس الجمهورية اهتم بتعليم هذا الشعب ما كنا وصلنا إلى هذه الحالة، لكن النظام السابق شعر بالخطر من تعليمه، لأنه كان ضد أن يصبح مثقفا ويحاول أن ينفتح على العالم، لأنه فى هذه الحالة كانت ستزيد مطالبه، فطالما ارتقى فكريا سيرتقى فى المعيشة وفى المظهر والمطلب، وكل هذا كان علاجه الجهل، فلا يصح أن مصر بلد الحضارة والثقافة والفنون تختفى ويأتى أشخاص يشدونها للخلف بقوة ونعود آلاف السنين للخلف.
■ ما الذى يجعلك تعيش حالة الخوف؟
- لأننا حتى هذه اللحظة بدون حاكم، وأتمنى أن يأتى الحلم الذى يسعد فيه الناس ويحقق رغباتهم ويقضى على الجهل والبطالة والفقر والمرض، وأقول للرئيس الجديد «إنزل لف أبوس إيدك» واذهب إلى القرى والنجوع، واركب سيارة «ميكروباص» وجرب «شوف الدنيا هتبقى عامله إزاى ومتخفش»، لو أنت قادم من قلب الناس «متخفش»، ولو أتيت بدعم من جهة ما ومسنود لأن وراك سلاح «يبقى هتخاف تنزل».
■ وما هى الرسالة التى تقدمها فى «ابن النظام» للرئيس القادم؟
- المسلسل رسالة للنظام القادم، لأننا كشفنا كثيراً من الأشياء كانت فى طى الكتمان، ومن خلال المسلسل سنرى شخصيات حقيقية، منها شخصية محمود «ابن النظام»، ونحن فى المسلسل لم نسم شخصاً باسمه لكن المشاهد وهو يتابع المسلسل سيعرف الجميع، ومحمود بطل المسلسل هو ابن وزير ظل والده فى منصبه سنوات طويلة ومن خلال هذا الشخص عقدت الكثير من الصفقات، وسنرى كيف بدأ؟ وكيف أصبح ابن النظام المدلل؟ لدرجة أنه قد يتحكم فى اختيار الوزراء، ومن المحتمل أن نقدم جزءاً ثانياً من المسلسل.
■ ما الذى دفعك لتقديم الكوميديا السياسية فى التليفزيون بعد تقديمك لها فى السينما؟
- السبب فى ذلك الفترة التى نعيشها واحتياج الناس لرؤية مثل هذا المسلسل، وأنا دائما أبحث عن كل ما هو جديد، وهذا العمل تحديدا لابد أن يخرج للنور فى الوقت الحالى لكى نطرق على الحديد وهو ساخن ليكون جرس إنذار وانتخابات الرئاسة على الأبواب، خاصة أنه سيعرض بعدها خلال شهر رمضان، فالعمل سيقول للرئيس الجديد مبكرا «افرح شوية بالكرسى واختار الحكومة بتاعتك»، وبعد ذلك شاهد المسلسل.
■ بمناسبة «ابن النظام» الرئيس السابق ظهر فى فيلم «جواز بقرار جمهورى» كحلم للبسطاء فما الذى حول الحلم إلى كابوس؟
- إذا دققنا النظر فى «جواز بقرار جمهورى» وهو أول فيلم سياسى أقدمه سنجد أنه يقول لمبارك جميع مؤسساتك فاسدة، فكل المسؤولين يبحثون عن مصلحتهم وتركوا مصلحة الناس، وعندما جاء الرئيس الفرح لم نسلم عليه وكان هناك انتقاد لذلك لأن العريس والعروسة نظروا إليه وتركوه وأسرعوا وأحضروا طلبات الناس وقالوا له هذه أمانة فى رقبتك، وآخر جملة فى الفيلم هى أن أحلام البسطاء لو لم تتحقق الشعب سيثور وانتهى الفيلم على هذا الأساس، لذلك أعتبره أول إنذار، وكأننا نعرف أن البركان سينفجر فى يوم من الأيام، فعدم تحقيق الرئيس طلبات البسطاء هو ما حوله إلى كابوس، لأن من حق هؤلاء الناس أن يعيشوا، فهو ترك الأمور لآخرين، فنحن نسمع عن شخص لديه ١٠٠ مليار، وهذه الأرقام مخيفة، فمن أين أتى بها؟ فالثورة قامت ونحن نجهل الحقيقة، وفى ظل تلك الأوضاع كان لابد أن يسقط النظام.
■ فى فيلم «محامى خلع» قلدت مبارك، هل من الممكن أن نراك تقدم شخصيته فى فيلم أو مسلسل؟
- لا، ولكن من الممكن أن أقدم شخصية جمال مبارك، خاصة أنى وافقت على الفكرة، وكان المؤلف طارق عبد الجليل يشرع فى كتابتها لكننا توقفنا لأننا لا نعرف ما هى نهاية الشخصيات الموجودة فى العمل، فحتى الآن لم تكتمل الصورة والتطورات سريعة جدا.
■ هل ترفض التيار الدينى؟
- منذ سنة ٢٠٠٥ وأنا أعرف أن التيار الدينى قادم لأنهم حصلوا على ٨٨ مقعداً فى الانتخابات رغم التزوير، وأدركت وقتها أنهم قادمون، وكنت أتمنى أنه عندما يصعد التيار الدينى يأتى بشخصيات مؤهلة، فأنا مثلا قابلت كثيراً من الإخوان والسلفيين لديهم وعى وثقافة عالية وهناك الكثير أيضا الذى جاء بالبركة، لذلك أتمنى أن يعمل الجميع لخدمة الوطن وليس لأهداف أخرى، فهل هم جاءوا لعقاب الشعب أم ليساعدوا الناس، وهذا البرلمان يقدم لى سلعاً ولو هذه السلع مغشوشة لن أختارها مرة أخرى بل سأعارضها، خاصة أن حاجز الخوف انكسر عند المواطن المصرى.
المصدر: المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق