على مدى ٣٠ دقيقة، هى مدة الفيلم الوثائقى «إبراهيم باشا.. ما أشبه الليلة بالبارحة»، حاول المخرج الشاب كريم وردانى أن يستعرض حياة القائد إبراهيم باشا منذ توليه قيادة الجيش سنة ١٨١٦ حتى وفاته سنة ١٨٤٨، مروراً بإنجازاته ومنها: وضع قانون الغدر «كان وقتها اسمه قانون محاسبة الحاكم والمسؤولين ورجال الدين الذين يسلبون أموال الأهالى»، وتأسيسه مجلس المشورة «الشورى حالياً»، ووضعه فكرة إنشاء المصانع الحربية، فضلاً عن تأسيسه مجلسا فوق العادة «المجلس الاستشارى حالياً»، وهو مجلس مدنى يشارك فى إدارة شؤون البلاد أثناء حدوث اضطرابات فى الحكم.
ويعد الفيلم التجربة السينمائية الثانية للمخرج كريم وردانى بعد فيلم «مجتمع يندب حظه»، وهو روائى قصير مدته ١٥ دقيقة إنتاج ٢٠٠٩، كان «وردانى» بدأ التحضير لفيلم «إبراهيم باشا» سنة ٢٠١٠، وقام بجمع المادة الأرشيفية ومعاينة أماكن التصوير، وبدأ التصوير بعد ثورة ٢٥ يناير، وانتهى منه فى سبتمبر الماضى، حيث تم عرضه فى الإسكندرية عدة مرات ويخطط المخرج لعرضه فى القاهرة خلال أيام قبل أن يسافر به إلى أمريكا خلال نوفمبر المقبل للمشاركة فى مهرجان لوس أنجلوس السينمائى الدولى.
الفيلم يعتمد على أسلوب الراوى بصوت المخرج أحمد فؤاد درويش، ويعرض مواد أرشيفية قديمة تم تصويرها منذ سنة ١٨٩٧ وحتى سنة ١٩٣٠، بالإضافة إلى مشاهد أخرى صورها المخرج لعدد من الفلاحين. وقال المخرج كريم وردانى: الانفلات الأمنى كان أكبر الصعوبات التى واجهت الفيلم خلال تصويره، خاصة أن التصوير تم بعد الثورة، والمجلس العسكرى حاول تسهيل المهمة ومنحنا تصاريح التصوير رغم اختلافنا معهم سياسياً فى عدة أمور.
وأضاف «وردانى»: تعمدت تقديم الفيلم فى هذا التوقيت تحديداً لأبعث رسالة مهمة وهى أن الشعب المصرى تظهر قوته وقت الشدة، وينتصر على كل أعداء وطنه، ففى عهد إبراهيم باشا عاشت مصر فترة انتقالية بعد انسحاب الجيش من الشام «سوريا حالياً»، والحجاز «بعض مناطق السعودية حالياً» وأطراف أوروبا «تركيا حالياً»، وكانت الدول العظمى تتربص بمصر، لكن تلك المرحلة مرت بسلام.
وأشار إلى أن المشاهد التى صورها مع الفلاحين كلفته الكثير من الوقت والجهد، بسبب تصميم ملابس واكسسوارات تعبر عن عهد إبراهيم باشا وإعطائها للفلاحين حتى يكون الفيلم مقنعاً وصادقاً فى تناوله تلك الحقبة التاريخية.
المصدر : المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق