يبدو أن جهاد النساء فى زمن جماعة الإخوان المسلمين من نوع خاص.. تفرض فيه شهوة السلطة على حساب مصلحة الوطن.. وتتلوّن فيه الحقائق وتتبدّل.. وتباح فيه إراقة الدماء لكل من خرج على الرئيس المعزول محمد مرسى.. أتحدث فى هذا عن القيادية الإخوانية عزة الجرف، التى لقّبت نفسها بأنها قائدة السيدات المسلمات فى مصر والدول العربية والعالم الإسلامى. ونست هذه السيدة أن الألقاب لا تُشترى وإنما توهب من مواقف وطنية ومن ثمرة جهد متواصل فى إعلاء الحق وإزهاق الباطل.. وهذا التاريخ لا تمتلكه هذه السيدة.
نست «الجرف» صاحبة الوجه الغاضب دائماً أنها أول من شوّهت صورة المرأة المصرية وأعادتها إلى عهد الظلمات، حينما اختزلت كيانها فى الجسد دون العقل.. فطالبتها بارتداء الزى الحشمة لمنع التحرّش الجنسى بالحرائر فى التظاهرات.. دون أن ينطق لسانها بكلمة حق فى واقعة الاعتداء على الفتاة المسحولة بميدان التحرير وتجريدها من ملابسها.
تناست «الجرف» التى ولّت من نفسها قائدةً لكل نساء مصر والوطن العربى.. أن نساء مصر لا يعترفن بها.. وأن محيط قيادتها لا يتعدى أسوار منطقة رابعة العدوية أو ميدان النهضة «نساء وفتيات حضرن مع ذويهن لزيادة عدد المؤيدين للدكتور محمد مرسى»..
بل يبدو أن «الجرف» تحتاج إلى استعارة العديد من الكتب لتقرأ تاريخ النساء المحاربات وقائدات الجيوش فى عصر الإسلام.. وكيف كان للمرأة دور أساسى فى صفوف الجهاد بين الصحابة فى سبيل نشر رسالة الإسلام.. والوقوف بجانب الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، لإعلاء رسالة خاتم المرسلين.. وليس الرئيس محمد مرسى الذى خرج ملايين المصريين لعزله.
عزة الجرف النائبة بمجلس الشعب المنحل 2012، أو القيادية الإخوانية كما تشتهى أن تلقب دائماً.. ذاع صيتها فى الأوساط السياسية بسبب مشروعات القوانين المناهضة لحقوق المرأة، بدءاً من ختان الإناث، ومروراً بمنع إثبات قانون الزنا، وانتهاءً بمراجعة قوانين الأسرة.. وبدلاً من تصحيح الموقف، كافأها النظام السابق الإخوانى باختيارها عضواً فى الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور، لتستكمل مسيرتها المناضلة فى هدر حقوق المرأة والطفل، والتى ظلت تتشدق بها فى وسائل الإعلام، باعتبارها جزءاً أصيلاً من أجزاء المجتمع المصرى.
لم تتوقف «الجرف» عن إحراج نفسها فى كل لقاء تليفزيونى حلت ضيفة فيه، ففى أحد البرامج التليفزيونية الرمضانية خرجت علينا لتقول إن الإعلام المصرى هو إعلام الفجور، ولا يدافع عن قيم المجتمع، وإنه يعمل ضد الرئيس محمد مرسى وإن هذا الإعلام ليس الذى درسته أو تعلمته.. ونست هذه السيدة أنها لم تدرس شيئاً عن الإعلام الذى تحدّثت عنه بشراسة.. فهى خريجة كلية الخدمة الاجتماعية لعام 1987، وقادتها الظروف إلى امتهان الصحافة، لتعمل محررة فى العلاقات الأسرية بجرائد ذات نكهة إخوانية. وربما يكون ذلك أحد الأسباب المهمة فى عدم اعترافها بالرأى الآخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق