السبت، 3 أغسطس 2013

كمال جاب الله: تسلم يا جيش بلادي

من من المصريين لم يتفاعل بحماس وحيوية وفرحة‏,‏ مقرونة بمشاعر الفخر والإعتزاز‏,‏ بجيش مصر العظيم‏,‏ وهم يستمعون ويتغنون بأوبريت "تسلم الأيادي"‏.‏ غنوة شعبية وملحمة وطنية, رددتها الملايين المحتشدة في كل الميادين, ردا لجميل خير أجناد الأرض, بقرارهم الشجاع, المنحاز بامتياز لإرادة الشعب, وإيذانا بإعلان بيان القائد العام عبدالفتاح السيسي في مساء يوم الثالث من يوليو الماضي, والنجاح الساحق الماحق للموجة الثالثة لثورة 25 يناير المجيدة.
كم يا ترى عدد المصريين الذين إختاروا لهواتفهم المحمولة, طواعية مثلما اخترت أنا "رنة" الموجة الأولى للثورة, والأشهر على الإطلاق, والتي جاء فيها: "يا بلادي.. يا بلادي.. أنا بحبك يا بلادي.. قولوا لأمي متزعليش.. وحياتي عندك متعيطيش.. قولولها معليش يا أمي.. أموت أموت وبلادنا تعيش". هذه الأغنية التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه قام بتأليفها وتلحينها وغنائها فنان غير مشهور وقت قيام الثورة, ولكنه بسببها وبفضلها أصبح ملء السمع والبصر, هو الفنان عزيز الشافعي.
أغنية "أنا بحبك يا بلادي" تنتهي بالمقطع الملائكي المؤثر التالي: "طايرة الملايكا حوليا طير.. لحظة فراقك يا حبيبتي غير.. همشي معاهم وهسيبك.. وأشوف يا مصر وشك بخير.. قالوا لي يلا على جنة.. قولتلهم الجنة بلادي".
أعود إلى أغنية "تسلم الأيادي" ومن فرط حماسي لها, والحفاوة التي استقبلت بها, من جمهور المصريين, عامة, علاوة على أجواء الفتنة المقيتة, التي يسعى إلى إحداثها, بخسة وندالة وحقارة وخيانة, الإرهابيون الجدد من المتأسلمين, فإنني أستأذن قارئ "الأهرام" الكريم في نقل عدد من مقاطعها, بادئا بتوجيه التحية إلى كل من شارك في إخراج هذا العمل الفني الرائع على النحو المشرف الذي ظهر فيه في النهاية, وهو كلمات وألحان وغناء: مصطفى كامل, إيهاب توفيق, غادة رجب, هشام عباس, حمادة هلال, حكيم, سمير الإسكندراني, سومة, أحمد كامل, وبوسي.
تقول كلمات الأغنية: اللي شال اسمك يا بلدي.. اللي حمى الأرض يسلم.. اللي صان الأرض يسلم.. اللي بيهم مصر دايما.. تفتخر وتقول ولادي.
إفتحوا كتاب تاريخنا.. واحكوا للناس دولا مين.. قول يا أبونا وقول يا شيخنا.. يعني إيه 73.. اللي رد لنا إعتبارنا.. وربك كان ليهم معين.
اسألوا الرمل إللي في سينا.. انت مروي بدم مين.. دم حنا ولا مينا.. ولا دم المسلمين.. ابن عمي وابن خالي.. وصحبي من عشرة سنين.
تسلم ياللي رفعت رايتها.. وقدرتها ودفعت قيمتها.
هو دا اللي في يوم جرحنا قال حي على الفلاح.. قالي رايح أجيب فرحنا شال على صدره السلاح.
روحنا الدنيا تايها بينا.. خلي الصوت مليان حنين.. قال دي تتقطع إيدينا لو تمس المصريين.
قالها راجل وابن راجل.. والله وفيت باليمين. والله تسلم يا ابن بلدي.. يللي طول عمرك أمين.. ياللي أبوك رباك يا ولدي.. الايدين الشقيانين.. ربنا يحميك يا ابني.. انت واخواتك الشقيانين.
وبعد.. فقد كان بودي أن أكمل كتابة كلمات أغنية "تسلم الأيادي" إلى نهايتها, ويعلم الله كم كنت مسكونا بالشجن والطرب والحماس وأنا أستمع إليها وأنقلها لقارئ "الأهرام" الكريم. غير أن متابعة الأحداث التي شهدتها وتشهدها مصر في هذه الآونة جعلتني أنتبه إلى أياد شبابية وهمم ثورية عظيمة, تستحق الإشادة والغناء لها هي الأخرى. هل قرأتم مثلا ما قاله بعفوية, المنسق العام لحركة تمرد, محمود بدر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مساء يوم الأربعاء الماضي:
انتهيت الآن من لقاء وزير الخارجية الألماني.. قلت له إننا مستاءون من بعض تصريحاته بعودة المعزول.. إننا جئنا لنحكي له قصة دكتاتور اسمه هتلر جاء بأصوات شعبكم أيضا.. لكنه إنقلب على الديمقراطية.. فلماذا رفضتم هتلر في ألمانيا وتريدون عودته ليحكم مصر؟..
أخبرناه بأننا نريد اعترافا واضحا بإرادة الشعب المصري حتى نبقي على احترامنا لهم.. قال لنا إنه يحترم إرادة الشعب المصري واختياراته.
نقلا عن جريدة الأهرام




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق