الأحد، 16 يناير 2011

الديك و العدل يشتبكان مع أحداث الإسكندرية دراميًا


يبدو أن الأحداث التى شهدتها كنيسة القديسين فى الإسكندرية استثارت بعض كتاب الدراما للاشتباك مع قضية الوحدة الوطنية وتحت شعار «الدين لله والوطن للجميع».. يجرى حاليا كتابة مسلسلين مأخوذين عن أعمال أدبية.. الأول عن رواية «الشوارع الخلفية» للكاتب الراحل عبدالرحمن الشرقاوى، ويعكف مدحت العدل على كتابة معالجته الدرامية، ومن المنتظر أن يلعب بطولته جمال سليمان ويخرجه جمال عبدالحميد، أما المسلسل الثانى فهو عن رواية «الراقصون على النار» قصة محمود النواصرة، ويقوم بكتابته السيناريست بشير الديك ومن المقرر أن يقوم بإخراجه محمد العدل، ويشارك فى بطولته بسمة ونيللى كريم.«الشروق» التقت كاتبى سيناريو العملين لتستطلع تلك الأفكار التى ستحملها الدراما للشارع المصرى..بشير الديك: نستثمر الحادث لصالح هذا البلد وليس لمصلحتنا الخاصةلم يستطع السيناريست بشير الديك أن يكمل موقفه نحو التوقف عن الكتابة كرد فعل لعدم عرض مسلسله الأخير»عابد كرمان»، وهو يرى ما يحدث بالشارع المصرى، وشعر انه كمبدع لابد وان يكون له دور وأن يساهم بعمل درامى يؤكد معنى المواطنة فى مصر والتأكيد انه لا فرق بين مسلم ومسيحى.. وأعجب الديك برواية «الراقصون على النار» التى كتبها محمود النواصرة، ويتناول فيها قصة أم بدلت ابنتها بولد حتى تحقق لزوجها أمنيته فى أن تنجب له ذكرا وتواجه هذه الخطوة عقبات فالطفل مسيحى يتربى فى أسرة مسلمة والمثل حدث لابنتها الطفلة فهى مسلمة تتربى فى أسرة مسيحية.قال بشير: «الرواية تناقش موضوعا على درجة كبيرة من الأهمية وترد بشكل عملى على ما حدث بالإسكندرية وما هو يحدث بالحياة المصرية عموما وتذكّر الرواية المصريين بالشعار الذى رفعته ثورة 19 الذى سيظل مرشدنا فى حياتنا وهو أن «الدين لله والوطن للجميع» هكذا كان المصريون دوما يعيشون فلا يجوز لأحد أبدا أن يحتكر الوطن لمصلحته الخاصة».وردا على سؤال عما إذا كان هذا الاتجاه محاولة لاستثمار الوضع الذى نعيشه حاليا لعمل مسلسل يلفت الأنظار يجيب الديك: «عندما يتأثر بعض المنتجين بما يحدث على ارض الواقع فهذا أمر محمود للغاية فلابد أن ندافع عنه وندفعهم إلى الأمام خاصة أن هذا يؤكد مدى تفاعل الفن وصناعه مع الواقع كما أن العمل هو استثمار حقيقى لما حدث ولكنه أيضا استثمار محمود وذلك لأن رد فعل المصريين جميعا إثر حادث كنيسة القديسين الذى فأجأ العالم كله باندماج الجميع مسلمين ومسيحين وتوحّد الدم فجميعنا اكتوينا بنار الإرهاب وكان لابد أن يكون لنا وقفة وعليه أن نستثمر هذه الروح ونجسدها فى عمل درامى هو شيء رائع بلا شك فلا يجب أن نترك هذا البلد ينهار دون أن نشعر بالمسئولية ودور الدراما فى التنوير.وأضاف: سبق وتعرضت لقضية المواطنة فى مسلسل «درب الطيب» وطالبت صراحة بضرورة إلغاء خانة الديانة لأننا جميعا مصريون وفى هذا العمل أتعرض للعوامل المشتركة بين الديانتين والتأكيد أن هناك كثيرا من الروابط تجمع بينهما وان الاختلاف هو اختلاف فى التفسير لغوى أو فكرى لكن الحقيقة هناك أشياء كثيرة مشتركة بين الديانتين وتدور الأحداث ما بين القاهرة والإسكندرية وهناك أيضا أحداث تدور خارج مصر.مدحت العدل: وجدت فى «شوارع الشرقاوى» نموذجًا حقيقيًا للتعايش بين الأديان«رغم قراءتى لرواية «الشوارع الخلفية» للراحل عبدالرحمن الشرقاوى عدة مرات من قبل إلا أنى اكتشفت فيها الكثير عند قراءتى لها هذه المرة» ــ بهذه الكلمات أكد مدحت العدل عمق الرواية التى يعكف حاليا على صياغتها فى عمل درامى، وقال إن ما بين السطور فى الرواية يمكنه أن ينسج أحداث المسلسل الذى يعد تجربته الأولى فى عمل مأخوذ عن نص أدبى.عن سبب حماسه لهذا الموضوع يقول :«أؤمن أن الفنان الذى يعيش فى برج عاجى ولا يتأثر بما يحدث على ارض الواقع لا يجوز له أن يكون فنانا أو ينتمى إلى هذه المهنة الهادفة وعليه ما يحدث فى مصر مؤخرا سبب كافٍ لكى نقدم عملا يتفاعل مع ما يحدث، فكيف انفصل عن الواقع الذى أعيش فيه فمن الطبيعى أن أكتب لأقول إننا جميعنا نعيش مع بعض فى نفس الهموم ونعانى نفس المعاناة.وأضاف: هذه هى المرة الأولى التى أكتب فيها عن نص درامى وذلك لأننى لا أعانى من عقدة الأنا فلقد سبق وكتب أديبنا العالمى نجيب محفوظ سيناريو وحوار فيلم «السقا مات» ليوسف السباعى وأنتج الفيلم يوسف شاهين وأخرجه صلاح أبوسيف وهذا يعنى أن العمل الإبداعى الجيد قادر على جذب المبدعين جميعا نحوه وأتمنى أن أكون على قدر تقديم صياغة تكون على مستوى هذا النص الرائع وان أوفيه حقه.وقال: كان أمامى روايتان للشرقاوى «الأرض» و«الشوارع الخلفية» ولكنى بصراحة لم أجد نفسى فى الأرض فلم يسبق لى أن عشت بالأرياف فأنا طول عمرى أعيش بالمدينة وانتمى للطبقة المتوسطة وهى نفس البيئة التى تدور فيها أحداث رواية «الشوارع الخلفية» التى اخترتها خاصة أنها تسجل جزءا مهما من الشكل الاجتماعى فى تاريخ مصر منذ الثلاثينيات حتى الأربعينيات كتبها عبدالرحمن الشرقاوى ببراعة استعرض فيها حياة الإنسان المصرى وبطولة هذا الشعب وحالة التعايش الرائعة بين أصحاب الديانات السماوية الثلاث سواء اليهودية أو المسيحية أو الإسلامية وهو أمر يرد به على كل ما يسعى لإشعال النيران بين نسيج هذا البلد الواحد وهو ما يؤكد أن هناك ضرورة كبيرة فى ربط القديم بالمستقبل وان نرى كيف كان المصريون يتعايشون سويا فى الأزمات والمحن والأفراح والأعياد منذ الأمد.ولان الرواية سبق وتم تناولها فى فيلم تم منعه من العرض قال مدحت العدل: سبب منع الفيلم من العرض بعيدا تماما عن موضوع الرواية وهى أسباب لسنا فى محل ذكرها الآن لكن ليس هناك أى اعتراضات على الرواية خاصة أنها تقدم قيما كبيرة فنحن عندما اخترنا هذه الرواية بالتحديد كان الهدف الاحتفاء بها وبكاتبها وهو رجل كان سابقا لعصره فى كل روايته رغم أنها كانت تدور فى حقب زمنية بعيدة لكنه كتبها وكأنة يقرأ المستقبل.وقال: عندما قرأت الرواية وجدت أن شكرى عبدالعال وهو بطل العمل به نفس ملامح وشخصية وعمر الفنان جمال سليمان عرضت عليه الموضوع وأرسلت له الرواية وكانت هدية من صديقى احمد عبدالرحمن الشرقاوى فتلقيت رد فعل سريعا للغاية من جمال سليمان الذى أبدى انبهاره بالرواية وعليه وافق على الفور ليؤجل مسلسله «قطار الصعيد» للعام المقبل وبدأ فعليا الاستعداد لهذا العمل وسعدت جدا بهذا الأمر خاصة أن تجربتى السابقة معه من خلال مسلسل «قصة حب» جعلتنى ألمس أشياء كثيرة فى هذا الرجل فإضافة إلى انه ممثل شديد الموهبة فهو مثقف وشديد الإخلاص فى عمله.

الشروق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق