بالتوبة والرجوع إلي الله ومراجعة النفس, وتصحيح الأخطاء, ونشر الحب فيما بيننا وملازمة الطاعات.. هكذا يجب أن يكون حال المسلم في رمضان.الشيخ أحمد صبري إمام وخطيب مسجد أبو العلاء يتحدث في حواره مع الأهرام المسائي عن شهر الطاعة والقرآن, والحكمة من الصيام, وكيف تكون الاستفادة منه ليكون مقبولا.* في البداية كيف يستقبل المسلم رمضان؟** أولا بالتوبة إلي الله والرجوع إليه وخاصة في هذه الفترة التي نحتاج فيها إلي مراجعة النفس وتصحيح الأخطاء في السنوات الماضية والأخطاء الأخيرة, وما يحدث من تفريق بين طوائف المجتمع وشحن للقلوب علي بعضها البعض لأن الصيام يعلمنا الوحدة والشعور بالآخر, فكيف تتوحد الأمة وهي بهذه الصورة المهلهلة التي أنهكت قواها؟علينا في رمضان بنشر الحب فيما بيننا وعدم السماح للشيطان أن يقطع أواصر المحبة بين أبناء المجتمع المسلم لقول النبي صلي الله عليه وسلم إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون ـ في جزيرة العرب ولكنه رضي بالتحريش فيما بينهم* وما الحكمة من الصوم؟** تربية الانسان روحيا وجسديا علي عبادة الله تعالي فإن من كان قبلنا أباحوا للجسد كل أنواع المتع ثم جاء من حرم علي الجسد ما أباحه الله, فجاء الإسلام وسطا فأباح للجسد أن يتمتع ولكن في طريق الحلال والانسان الذي يمتنع عن شهوتي الفرج والبطن من طلوع الفجر حتي غروب الشمس علي وجه التعب يفعل هذا قربانا لله فيتشبه بالملائكة في أنهم لا يأكلون ولا يشربون ثم يمتنع الشعر بحاجة الفقير المحتاج فإنه يمتنع مع قدرته علي تناول هذا الطعام, فكيف بمن لا يجد الطعام أصلا, من أجل هذا شرع الله الصوم ليشعر المسلم بأخيه فنحن نمنع عن الطاعة في وقت واحد ونأكل في وقت واحد.* كيف يستفيد المسلم من صومه؟** قال الله تعالي( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب لي الذين من قبلكم لعلكم تتقون,فمعني لعلكم تتقون هو مايستفيده الصائم فالتقوي تعني المراقبة فالأنسان الذي يتقي الله يراقب الله في كل أفعاله وأقواله ولأبد وأن يسكك الطريق الصحيح وهذا مانحتاج اليه في حياتنا الأن* هل الصوم دعوة للسكل؟!**لا أطلاقا بل دعوي للنشاط بمعني أن الصوم ليس معناه الخمول والكسل, بل معناه الجد والاجتهاد, فشهر رمضان هو شهر الانتصارات العظيمة التي غيرت مسارالأم, بدءا من غزوة بدر الكبري وصولا إلي معركة الكرامة, معركة العاشر من رمضان*ماهو الذي يجب علي المسلم أن يتحلي به حي ينال الثواب العظيم؟**الاخلاق.. فأفضل دين علم الناس كيف يتعاملون مع الله سبحانه وتعالي وكيف يتعاملون فيما بينهم هو دين الإسلام قال صلي الله عليه وسلم فإذا كان يوم صوم أحدكم فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ومعني هذا أن يتحلي المسلم بالاخلاق الفاضلة فكان المسلم في وقت صومه يعامل الناس باللين والرفعة ليتعامل منهم بعد صومه بهذه الطريقة.* وماهي الامور التي تجعل الصوم مقبولا؟** لابد لكل عمل من الاخلاص لله فيه والنية الصادقثة وتابعة النبي صلي الله عليه وسلم وعدم ارتكاب مايفسد هذا الصوم يصل الي درجة القبول بأمر الله* ماهي السنة الغائبة عن المسلمين في رمضان؟** من السنن الغائبة تأخير السحور وتعجيل الفطر لحديث النبي صلي الله عليه وسلم ولاتزال أمتي بخير ماعجلوا الفطر وأخرو السحور فمن السنن التي تخلي عنها البعض وجبة السحور فهي بركة لقوله صلي الله عليه وسلم تسخروا فإن السحور بركة)* كيف يكون ا لصوم مدرسة لحل مشاكلما؟** بأمتثال أوامر الله وتطبيق منهج رسول الله صلي الله عليه وسلم في حياتنا وفي واقعنا الصوم يعلمنا التراحم, ما أجل أن يكون هذا التراحم بين الزوج والزوجة والابناء وبين الجيران وبين الأهل والإرحام, إذا تعلمنا هذه الاخلاق استفدنا من مدرسة الصيام* كيف يكون الصوم فرصة للثورة علي الزات؟** الصوم يمتنع الانسان فيه عن مزاولة عاداته الروتينية التي يفعهلها كل يوم ألا يستطيع هذا الذي يمتنع عن التدخين أن يثور علي نفسه؟ وأن يمتنع عنها قربانا لله ألا يستطيع الذي يمتنع عن الطعام أو الشراب أن يمتنع عن قبول الرشوة وأن يكتفي بالحلال؟كذلك الذي يمتنع عن زوجته مع انها حلال في غير نهار رمضان, الا يترك الزنا قربانا لله؟هكذا تكون الثورة علي النفس التي تريد أن تقع بصاحبها في المعصية.* كيف يتحصل الصائم علي أثر الطعاعات في رمضان علي بدنه وروحه؟** يتحصل الصائم علي ثمرات الصيام في جسده فقد أثبت الطب أن الجسد يتخلص من السموم والدهون خلال شهر رمضان فكان الصوم عملية تنظيف, لهذا الجسد عن تراكم الاطعمة طوال العام ويتحصل الانسان علي ثمرة الصوم في قلبه أوروحيا فالانسان الذي امتنع عنالحلال الذي أباحه الله في غير رمضان يشعر بالقرب والوصول الي ربه لأنه أصلح قلبه بدأ يشعر بلذة المناجا بينه وبين الله ولذلك فإن الله تعالي جعل ليلة القدر في العشر الأواخر من هذا الشهر ليكون الانسان قد تدرب علي المناجة وغسل نفسه من المعاصر من بداية الشهر.* لماذا تفتر عزيمة المسلم بعد الأسبوع الاول من رمضان؟** قال تعالي ولقد عهدنا إلي آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما لذا يجب علي المسلم أن يكون قوي العزيمة التي تجعله يصر علي المسارعة إلي الله تعالي فكما علمنا رسول الله أن من بركات شهر رمضان أن لله في كل ليلة من رمضان عتقاء من النار لذا فيجب أن أكون حريضا علي أن أكون من هؤلاء ثم أن عمر الانسان قليل يجب عليه أن يستثمره في طاعة الله تعالي* لماذا يلجأ الناس إلي الاسراف في الطعام والشراب في رمضان؟** عدم فقه حقيقة الصوم, فالسجد لايستند من الطعام إلا بقدر معين, إن زاد هذا القدر عن الحاجة فلا فائدة فالناس يظنون أنه بكثرة الأكل والشرب يتقوي الانسان علي الصوم وهذا غير صحيح بل يجب علي المسلم أن يلزم هدي النبي صلي الله عليه وسلم الذي قال مالا ابن آدم وعاء شرا من بطنه فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلاث لشرابه وثلث لنفسه, والاسراف حرام لقوله وكلوا واشربوا ولاتسرفواالمسجد في سطوربني مسجد السلطان أبو العلاء في عام890 هجرية في عهد الخواجة نور الدين محمد بن الفنش ويرجع نسب منشأ المسجد الي الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه والسيدة فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم, فهو الحسين أبو علي ابن حسن الأكبر الملقب بالأنور بن السيد علي البدري بن ابراهيم, وولد السلطان أبو العلاء بمكة ثم نزح منها إلي مصر وتوفي في عام895 هجرية وهو من ا لعباد الزاهدين وصل في المعرفة الي درجة عالية جذبت اليه أنظار وقولب المصريين.
المصدر الاهرام المسائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق