الاثنين، 29 يوليو 2013

‏..‏ وهنا تبسم النبي صلي الله عليه وسلم

أخرج الزبير بن بكار من طريق ربيعة بن عثمان أن أعرابيا دهل علي النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ وأناخ ناقته بفنائه‏,‏ فقال بعض الصحابة لنعيمان البدري رضي الله عنه‏:‏ لو عقرتها فأكلناها‏.فإنا قد قرمنا من اللحم‏,‏ فخرج الأعرابي وصاح‏:‏ واعقراه يا محمد‏!‏ فخرج الرسول صلي الله عليه وسلم ـ فقال‏:‏ من فعل هذا؟ قالوا‏:‏ نعيمان‏,‏ فأتبعه يسأل عنه حتي وجده قد دخل دار ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب‏,‏ واستخفي تحت سرب لها فوقه جريد‏,‏ فأشار رجل إلي النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ حيث هو‏,‏ فقال‏:‏ ما حملك علي ما صنعت؟ قال‏:‏ الذين دلوك علي يا رسول الله‏,‏ هم الذين أمروني بذلك‏,‏ فجعل يمسح التراب عن وجهه‏,‏ ويضحك‏,‏ ثم غرمها للأعرابي ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة وابن عساكر في تاريخ دمشق وغيرهما في ترجمة نعيمان بن عمرو الصحابي الجليل النعيمان بن عمرو الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ كان من بين الصحابة الذين اشتهروا بكثرة المزاح والضحك‏,‏ وهو ممن شهد العقبة وبدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها‏.‏قال ابن الأثير‏:‏ ومكان المزاح‏,‏ يضحك النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ من مزاحه‏,‏ وكان لا يدخل المدينة إلا اشتري منها‏,‏ ثم جاء بها إلي النبي فيقول هذا أهديته لك‏,‏ فإذا حاء صاحبها يطلب نعيمان ثمنها أحضره إلي النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ وقال‏:‏ أعط هذا ثمن متاعه فيقول‏:‏ أو لم تهده لي؟ فيقول‏:‏ إنه والله لم يكن عندي ثمنه‏,‏ ولقد أحببت أن تأكله فيضحك صلي الله عليه وسلم‏,‏ ويأمر لصاحبه بثمنه وفي هذا المشهد يشير عليه هؤلاء الصحابة بعقر ناقة هذا الأعرابي‏,‏ ليأكلوا منها‏,‏ ثم دلوا رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ علي مكان اختبائه‏,‏ وهنا تبسم النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ من فعله رضي الل عنه‏,‏ وحرأته علي ناقة الأعرابي‏,‏ وتقبل النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ هذه المداعبة منه رضي الله عنه‏,‏ وقد عالج النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ الموقف بغرم ناقة الأعرابي من ماله وهذه الأخبار وإن كانت لا تخلو أسانيدها من مقال إلا أنه قد ثبت عن الإمام أحمد وغيره من الأئمة أنهم قالوا‏:‏ إذا روينا في الحلال وتالحرام شددنا وإذا روينا في الفضائل ونحوها تساهلنا فإن قيل فيما روي عن نعيمان ـ رضي الله عنه ـ هنا ما يخالف نهي النلبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ عن ترويع المسلم‏,‏ قلنا ما قاله الإمام المناوي رحمه الله‏:‏ محل النهي في ترويع لا يحتمل غالبا‏,‏ وهذا ليس منه‏,‏ فإن نعيمان مزاح مضحاك معروف بذلك‏,‏ ومن هذا شأنه ففعله لا ترويع فيه‏.‏




المصدر الاهرام المسائي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق